أحد أسباب ترددي في القول بأن سنَّ الرئيس جو بايدن لا تسمح له بأن يترشح في عام 2024 هو أنني كنتُ أعتقد أن عمره كان مشكلة في عام 2020 أيضاً، لكن هذا غير صحيح. يتذكر بايدن باعتزاز علاقاته مع أعضاء مجلس الشيوخ، ويبدو أنه يعتقد بأن الشراكة بين الحزبين في الماضي كانت قابلة للتعافي في الوقت الحاضر. لقد استخدم علاقته بباراك أوباما كسلاح ذي حدين. كان هذا هو الحال بالنسبة لترشيحه ودفاعه الشامل رغم هجمات خصومه. لكن بايدن لم يكن أوباما، كما أن مجلس شيوخ السبعينيات قد ولى. لقد أثبت بايدن، ولا يزال يثبت، أن المشككين مثلي مخطئون. فقد فاز في الانتخابات التمهيدية لـ«الديمقراطيين»، على الرغم من أن الناخبين لم يكن لديهم نقص في الوجوه النضرة للاختيار من بينها. كما فاز في الانتخابات العامة بسهولة، على الرغم من مواهب دونالد ترامب في الظهور كقوة على وسائل التواصل الاجتماعي. الحملات هي سباق قصير وسريع. لكن الحُكم هو بمثابة سباق ماراثون. في العام الماضي، مع ضعف جدول أعمال بايدن، وجدت نفسي قلقاً بشأن نشاطه مرة أخرى. ربما كان بايدن الأكثر نشاطا قد أثبت أنه أفضل في إدارة العلاقات في مجلس الشيوخ. لكنه مرر بعد ذلك سلسلة من مشاريع القوانين الرئيسية، مثل قانون خفض التضخم، وقانون «ذي تشيبس آند ساينس آكت» لتعزيز إنتاج الشرائح.. إلخ، والتي ترقى إلى مستوى سجل تشريعي رائع نظراً لصغر حجم الأغلبية «الديمقراطية» في الكونجرس. كما تحدى حزبُه التوقعات في انتخابات التجديد النصفي. واعتبر خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه على نطاق واسع على أنه نجاح كبير. لذا فإن أولئك الذين يعتقدون أن بايدن أكبر من أن يتمكن من القيام بهذه المهمة يحتاجون الآن إلى مراجعة حساباتهم والنظر إلى ما فاتهم. واسمحوا لي أن أجرب ذلك: نعتمد نحن الصحفيين في مهنتنا على إتقاننا للكلمات، ولذا فإننا نبالغ في تقدير أهمية البلاغة. وقد حملت حقبة بايدن بعض الفوائد الهادئة، إحداها قيامه على نحو بارع بسد الفجوات الديموغرافية والفجوات بين الأجيال المختلفة من «الديمقراطيين». وأصبح الحزب الديمقراطي في السنوات الأخيرة أصغر سناً وأكثر ليبرالية وأكثر تعليماً وأكثر تواصلا عبر الإنترنت. لقد تشكلت سياسة بايدن في حقبة ماضية، عندما كان العمال ذوو الياقات الزرقاء لا يزالون يمثلون فئة انتخابية أساسية.
بايدن يترك مساحة للآخرين - ولا سيما «الجمهوريين» - ليكشفوا عن أنفسهم. تعودنا على السياسيين الذين يريدون دائماً أن يكونوا مركز الاهتمام. لكن هذا له تكاليف. أثبتت «فرانسيس لي»، أستاذة العلوم السياسية في جامعة برينستون، أنه عندما يتخذ الرؤساء مواقف قوية بشأن القضايا، فإنهم يولدون ردود فعل شديدة على المواقف التي يتخذونها. ربما يكون الهدوء النسبي لبايدن هو سبب بقاء أجندته السياسية أكثر شعبية منه. ثم هناك ما سيحصل عليه بايدن في عام 2024 ولم يكن لديه في عام 2020: رقم قياسي خاص به. لقد حقق أكبر استثمارات في البنية التحتية والمناخ والعلوم والتكنولوجيا في جيل واحد. وبلغت نسبة البطالة 3.4 في المئة، أي أدنى مستوى لها منذ عام 1969. والتضخم آخذ في الانخفاض. وتمكن أيضاً من حشد تحالف ثابت لمساعدة أوكرانيا في الحفاظ على بقائها. كما حوَّل غضب ترامب غير المكتمل تجاه الصين إلى مجموعة من السياسات لجعل أميركا وحلفائها أقل اعتماداً على التصنيع الصيني. لم يصبح بايدن أصغر سناً، لكن لديه الآن صفقة شراء من الحاضر ونقاش حول المستقبل لم يكن لديه في عام 2020. ومع ذلك فقد يفقد بايدن زمام المبادرة لسبب من الأسباب. وأستطيع القول إن هذا احتمال وارد، و هناك قوة وهدف ومضمون لحملة إعادة الانتخاب التي يمكن أن يديرها في عام 2024 والتي كانت غائبة في عام 2020. العمر مهم، لكن بينما يستمر بايدن في الظهور، هناك أمور كثيرة أخرى تهم الأميركيين.